م. عباس محمود يكتب : حمام محطة أسوان و الرئيس مبارك
ذاكرة النقل
استكمالاً لبعض أحداث تطوير محطة سكة حديد أسوان التي اشرفت وقمت بتطويرها ، وافتتاح الرئيس الراحل حسني مبارك عام 1997 وازدواج المسافة من الاقصر الي أسوان .
في فجر يوم الافتتاح كنا نقوم بمراجعة كافة التفاصيل الصغيرة وأوضاع لوحات الشرح قبل حضور الرئيس حضر إليَّ أحد أفراد التأمين ليبلغني بأن باب الحمام الخاص بقاعة كبار الزوار به مشكلة حيث أن الكالون الخاص به لا يعمل ، وتتطلب الأمر تصرف سريع لأنهم أبلغوني بأن الحمام الخاص بالسيد الرئيس من الأشياء التي يحرص سيادته على تفقدها في كل زيارة وفي أي مكان .
وكانت الساعة الثالثة قبل الفجر وبناءً عليه كان يجب عليَّ سرعة التصرف ولم يكن أمامي إلا طلب مساعدتي بفريق من رجال الأمن للذهاب إلى منزل النجار الذي قام بهذا العمل .
وبالفعل أحضروا لي سيارة شرطة ومعها مجموعة من الجنود والضباط لإحضار الرجل المطلوب ولكم ان تتخيلوا ماذا حدث عندما ذهبت هذه المجموعة وطرقت الباب على الرجل في الثالثه فجرًا بطريقتهم اللطيفة !!وأحمد الله أن الرجل لم يصاب بأزمة قلبية !وقام النجار معهم وهو لا يعلم ماذا حدث ولم يكن احد في هذه المجموعة يعلم سبب إحضار النجار مما زاد موقفه تعقيداً ، وعند وصوله إلى مبنى المحطة استقبلته وكان في حالة يرثى لها وكان لقائي معه رسالة طمأنينة لم تأتي بمفعولها إلا بنسبة قليلة .
وعندما وصلنا إلى باب الحمام أخبرنا الرجل بأن الكالون به كسر نتيجة سوء الاستعمال أثناء تجربته وعليه يجب استبداله فوراً وبسؤاله من أين نحصل على كالون جديد بنفس الكفاءة أفاد بأنه يمكن أن نحصل عليه من محل بجوار المحطة في شارع المحطة وأن صاحب المحل مقيم في نفس المنزل الذي به المحل وعليه تحركت القوة ومعهم النجار وتكرر المشهد للمرة الثانية مع صاحب المحل الذي قام بتسليم مجموعة مفاتيح ، عدد حوالي ستة كوالين مختلفة ليختاروا منها الأصلح .
وعادت القوة إلى الموقع ومعها المطلوب وتم الانتهاء من هذه المشكلة في تمام الساعة الخامسة صباحاً ونحن نسابق الزمن حيث أن التعليمات كانت تقضي بعدم تواجد أي فرد في نطاق المحطة بخلاف رجال التأمين والحرس الجمهوري اعتباراً من الساعة السادسة صباحاً ، ويسمح فقط بدخول حاملي التصاريح وتمت المهمة بسلام .
وبعد مرور حوالي ثلاثة أيام ذهبت إلى النجار لأعطيه مبلغ من المال تعويضاً عما حدث فقال لي ” مش عايز فلوس ولا عايز شغل من عندك أنا مش عارف أتحكم في نفسي منذ ما حدث ” وتكرر نفس الموقف مع صاحب محل الكوالين حيث أنه رفض أخذ أي نقود وقال لي بالحرف الحساب وصلني من ساعة الخضة اللي عملتوها فيّ ..!!
وما زال في الصندوق الكثير من الحكايات