م . رفقي كامل يروي .. قصته مع كوكب الشرق

مرت الأعوام علي وفاة من ملأت الأثير عشقا وفنا راقيا. نشرت بصوتها قصائد تداولها العامة وهم في حالة من طهر الحب. تتسابق الكلمات مع الألحان لتفجر داخل من يسمعها ينابيع حب تنعكس علي سلوكه منفردا او علي المجتمع ككل رقي منشود يجتمع علي صوتها البائع المتجول والباشا في القصر . كنت محظوظا فكان لي في طفولتى لقاء عفويا معها ل .. ففى اوائل الستينات كان رأس البر هو مصيف العائلات المصرية وكانت المبانى ذات طابع مميز وشوارع البلدة لها طابع خاص عمودية علي اتجاه البحر لتصل الشارع الرئيسي بشاطئ البحر وكانت مرقمه فرديا الي ان تصل الي الشارع لرقم ١٠١ حيث كان مسكن سيدة الغناء وكانت عائلتي تسكن شارع ٩٩ اي الشارع المجاور. وكانت السيدات مخصص لنزولها البحر لتستحم من السادسةحتى الساعه العاشرة وممنوع تواجد الرجال علي الشاطئ في تلك الساعات وكانت تلك التعليمات تتم من خلال حرس الحدود بعساكر لها طابع مهيب تركب جمالا علي طول الشاطئ وفي يديهم كرباج طويل والويل لمن يقرب من الشاطئ.من الرجال. .. وكنت طفلا دون العشر سنين فكانت امى تيقظني مبكرا لأذهب معها في تلك الساعه المبكره لأساعدهما هى ومن تعمل في المنزل ولابد ان يكون رجل معهم وهكذا كانت مقولتهم لتحفيزي للقيام مبكرا وكان دوري هو ان ادخل مع امى خطوات في المياه لاخذ من امى الروب عندما تدخل المياه واعطيه لها عند الخروج. ثم نشرب الشاي والكيك ونعود للمنزل لتعد والدتى الإفطار للأسرة. وفي احد الايام وانا وامى علي الشاطئ قالت لي رحمها الله هل تعرف من بجوارنا ؟؟ انها ام كلثوم التى يعشقها أبوك ولكن لا تقرب منها اتركها براحتها .. ولكن لم تمنعنى تعليمات والدتى من ان اثبت نظرى عليها ولم لا وقد ملأ صوتها منزلنا كل ليلة. فاذا بها تشير الي لاقترب وبالفعل تبادلت هي مع امى الابتسامات واستأذنت امى للذهاب لها وبالفعل احتضنتني و سألتنى عن اسمي وعن الدراسة وللحق كانت مهيبة بالنسبة لي طويله لها نظرات ثاقبة تتمتع بسمرة مصرية أصيله اختلطت في ذاكرتى الطفولية انها احدي ملكات الفراعنة ثم اعطتنى حلوى ودعتها امى . لنتناول شاى وكيك من عمل والدتي وكانت رحمها الله تجيد طهى الحلويات .
وتكررت تلك اللقاءات واحتفظت كل من السيدتين بحدود خصوصية راقية للحديث واللقاء . وعدت الي المنزل. لإخوتى الأكبر منى وابي وانا فخور. لقد حضنتنى ملكة العاشقين وتكلمت معي ومن يومها قد جذبتني الي مملكتها فأغانيها تملأ دائما سمعي علي مدي العمر من أسطوانات صوت القاهره الي شرائط الريكوردر الجروندنج الي كاسيت الي فلاشه. اسمعها في كل مكان اهرب بسماعها لانتصر بنفسي وارتفع عن جاذبية حمقاء لاحلق معها نحو الصفاء .. رحمها الله كانت ولازالت ملكة العاشقين للحياة والحب ..
المهندس / رفقي كامل
المدير التنفيذي لتنمية الأعمال سامكريت