مقالات ودراسات

م . رفقي كامل : عبد السلام جلود وشقيقة زعيم صربيا

توطدت بيننا الصداقة مع الاخ عبد السلام جلود علي مدي جلساتنا وذلكً لثقافته المبهره وذكائه المفرط وكانت تجمعنا عشقا لاغانى الست ام كلثوم وكانت شرائط الاغانى وجهاز كاسيت ( ايوا) لا يفارق مجلسنا .. ذهبت اليه كيف ترجع هذه السيده الي الصرب ولم اتجرأ واقول أمامه اننى سوف أغادر ليبيا. وللوقت بشهامته المعهوده قال لي ما عليك سوف ارتب لك الامور فأنا اعرف انك تحملت مسؤليتها بأمانه ومنعت عن الحكومة الليبية الحرج . وسوف يتصل بك مكتبي باكر ليحدد موعد ليدبر لنا سيارة للذهاب الي تونس وانهاء الامر واكد لي انها سوف ترجع من تونس بجواز سفر يوغسلافي. وبالفعل في الموعد المحدد جائت احد سيارات الرئاسة والسائق واحد رجال الامن وأخذنا معنا السيده سلوبدانكا التى كانت ترتعد خوفا وانطلقت السياره بسرعه الي الحدود التونسيه وكانت تحمل ارقامًا رئاسيه والزجاج من النوع الغامق وانطلقنا الي مدينة تونسيه ساحليه ( جربا ) ومن هناك تركنا السياره لنركب طائرة الي تونس العاصمه كل تلك الإجراءات ومعنا سيده لا تحمل اي أوراق ثبوتيه عن شخصيتها وامام كل نقطة تفتيش او منفذ ارى وجه السيده شاحبا وعيناها زائغتين لكن رجل الامن تولي الامر بحرفيه شديدة. … وصلنا الي تونس العاصمة وأقمنا في فندق افريكاميرديان بشارع الحبيب بورقيبة وقضينا ليلتنا في تونس الخضراء وكانت تونس منفذا قريبا للاخوة الليبيين خاصة اهل المنطقة الغربية الذين تربطهم بتونس كثير من العادات والمصاهرة مثل المنطقة الشرقية ومصر. في صباح اليوم التالي استيقظنا مبكرا للإفطار في الفندق ولم تحضر السيدة سلوبدان علي الإفطار ولا ترد علي هاتف حجرتها واستطاع الامن فتح غرفتها لنرى السيدة في حالة إعياء شديدة وبسرعه نقلناها الي مستشفي في حى المنزه الخامس القريب من الفندق لتلقي الإسعافات حتى افاقت فالسيده سلوبدانكا من الضغط النفسي والعصبي للرحله لم تستطع الاكل او النوم لثلاثة ايام ورجل الامن اذكر ان اثناء وجودها بالمستشفي قال يا رفقي أنا أستطيع بدون اوراقها الثبوتيه اعمل اي شئ انما لو ماتت لا قدر الله كيف ندفنها بدون أوراق …لا ارد عليه ضاحكا. وكيف ح تتحاسب فوق بدون أوراق وضحكنا بعد الموقف الصعب واجلنا مقابلاتنا بالسياره لليوم التالي واخذت علاجها وفي اليوم التالي تذهب الي السفارة اليوغسلافية لتدخل مع رجل الامن وانا والسائق بالخارج في انتظار ان تخرج بالجواز او يقبضوا عليها فالحالة السياسيه في بلادها غير مستقره واخيها يحاكم. ويستمر انتظارنا انا والسائق من الثامنه صباحا وحتى الخامسه مساء ونحن قلقون ولا نستطع توقع النتائج لتخرج سلوبدان وهى منهاره بالبكاء ومعها رجل الامن .. يلوح لنا بجواز السفر اليوغسلافي للسيده سلوبدان ليصرخ امام السفاره لقد نجحنا في مهمتنا .. ووقفت السيدة والتى تجاوزت الخمسين من عمرها تبكي وبصوت متحشرج لتقول اليوم عادت لي حياتى. اليوم احس انى بشر مثلكم … الانسان ليس هو روح وجسد فقط بل هو ايضا اوراق ثبوتيه يواجه بها المجتمع .. وتستطرد وهى تبكى لقد كنت تحت التراب كأي ميت لان ليس لدي أوراق ثبوتيه تعترف بوجوديي الحياة . وبكينا جميعا من صدق قولها .. حتى بادرها رجل الامن. بحنين الابن لامه : امى حمد الله علي السلامه….

المهندس / رفقي كامل

المدير التنفيذي لتنمية الأعمال سامكريت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »